نبقى نحب إذا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً

بقلم: حذامي محجوب – رئيس التحرير

لا يمكنك إغلاق قلبك أمام ما لا تريد الشعور به..

أن تُحبّ شخصا ليس لما أنت عليه، ولكن لما تكون عليه عندما تكون معه..

 إلى كل امرأة ورجل في هذا عيد الحب أقول: ابتعد عن ذلك الحب الذي يتّجه بك “إلى ابد الآبدين” ثم يدهسك كشاحنة، بل إلى حبّ يغيّر كلّ لحظة في حياتك، لن يكون ذلك إلا بارتباطك من مواطنة لا رعية، بمعنى إذا حاورت ” حبّك ” وجدته حكيما، وإذا غضب منك كان حليما، وإذا وعدك أوفى، ولو كان وعده عظيما. يحتفل الناس في كافة أرجاء العالم اليوم بعيد الحب “السان فالنتاين”، وفي الوقت الذي تزدان فيه واجهات المحلات بالهدايا التي تتناسب مع هذا العيد، من المؤلم ان نعيش في بلادنا، بلاد القديس الجلاصي الأول الذي أطلق عيد الحب انتشار ثقافة الضغينة والحقد، انه وضع صعب، ومرحلة يجوز ان نقول عنها عنوانها ” حرب الكل ضد الكل “، سمتها الكراهية الجماعية والحقد والضغينة، شيطنة واتهامات لكل من اشتغل بالسياسة، لكل من تولّى مسؤولية او تقلد منصبا، لكل من سولت له نفسه بان يبدي رأيه في الشأن العام، شتم وقذف وجلد لكل من دب وهب، تخوين لكل من عمل واضطلع بمهمة، ورجم بالعمالة لكل من اشتغل وتجاسر ان يفتح آفاقا في الشأن العام داخليا او خارجيا، اتهامات بالجملة تطال حتى من غاب وانسحب وخطفته يد المنية وابتلعه القبر.

صفحات مسخّرة، مجندة على وسائل التواصل الاجتماعي تنهش أعراض الناس وتروج عن “فسادهم” وتحرض الناس عليهم.

لا يكاد يسلم من حملات التشويه والمحاكمة الفايسبوكية إلا من استقال وانسحب او التزم الصمت وسكت عن الكلام المباح.

نعيش مرحلة تصفية هي اشبه “بحالة الطبيعة” التي سبقت تاريخيا “حالة المدنية” التي انعدمت فيها القوانين والأعراف والعادات والتقاليد.

يعني إن “قرينة “الاتهام أصبحت اليوم هي القاعدة في “النظام الجديد”، “الكل متهم إلى أن تثبت براءته”. فهل يرضى التونسيون بان تحل متلازمة ” ستوكهولم ” محل “عيد الحب “. أليس الحب شكلا من أشكال النضال من اجل نشر قيم المحبة والاعتدال والتسامح؟. هل يمكن للرعية ان تسعد وتحبّ ؟ يبدو ان الحب الوحيد المسموح به هو الحب الأعمى او حب الجلاد الذي يفترض الخضوع والخنوع له وتمكينه من التلذذ بعبوديتنا.

أليس في نهاية الأمر انّ أجمل ما يمكن ان يعيشه الإنسان في حياته وكما قال نزار قباني من حالة حبّ للشجعان.. لانّ الجبناء تزوجهم امهاتهم؟.

شخصيا لا اعتقد أن يكون الحب أعمى، لأنه هو وحده الذي يجعلنا نبصر الحقيقة، فلحظات الحب هي وحدها التي تخلد في أذهاننا، وتحمل في قلوبنا كل معاني السعادة.