نحن أحرار.. بقدر ما تكون صحافتنا حرّة !.

بقلم: حذامي محجوب – رئيس التحرير

الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس.

يحكم الرئيس لخمس سنوات، بينما تحكم الصحافة الى الابد.

انّه عيد الحرية، كلً الحرية، الحرية أثمن ما في الوجود، لذلك يبقى ثمنها باهظاً.

3 مايو من كل سنة هو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا باعلان يوم عالمي لحرية الصحافة.

 انه اليوم الذي يقع فيه تذكير الانظمة والحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة.

 انّها فرصة سنوية تسمح لكل المشتغلين في وسائل الاعلام للتفكير في كل المسائل المتعلقة بحرية الصحافة، كذلك يعد هذا اليوم مناسبة لمساندة وسائل الاعلام المكممة والمسلوبة من حقها في حرية التعبير.

 يوم ذكرى وذاكرة، احياء ذكرى كل الصحفيين الذين قدموا ارواحهم فداءا من اجل الكلمة الحرة، وتكريم الصحفيين الذين يشتغلون في ظروف صعبة ويقاومون من اجل الكلمة الحرة.

 رغم ان الصحافة هي السلطة الرابعة fourth estate الا انها تتعرض في العديد من بلدان العالم، خاصة في البلدان المحكومة بانظمة استبدادية الى هجمات تستهدف استقلاليتها.

 يتعرض الصحفيون الى الملاحقات والتتبعات الجزائية.

 يقع الجام الصحفيين وتسلط على اصداراتهم ومنشوراتهم ابشع انواع الرقابة.

 ان التعدي على حرية الصحافة هو مدخل الى انتهاك كافة الحريات الفردية والحقوق المدنية للمجتمع.

التاريخ حافل بتضييق السلطة السياسية واعتداءها على الصحفيين واحتجازهم وحتى اختطافهم وقتلهم.

ان محاكمة الصحفيين والتضييق عليهم هو محاكمة للراي والجام للكلمة الحرة.

ان الصحافة الحرة تمثل العائق الوحيد امام النظام الحاكم لانها الجسر بين الحقيقة والواقع.

 الصحافة تقلق من يكون في السلطة حين تكون اقلام الصحفيين واصواتهم توجه اصابع الاتهام للحكام، وهذا ما نشاهده من خلال الحملات التي تشنها السلطات ضد اي قناة او اذاعة او صحيفة موضوعية ونزيهة، ولكن عندما تكون الصحافة مع السلطة الحاكمة فهي تصبح محل ترحيب منها: ” الصحافة الحرة تقول للحاكم ما يريده الشعب والصحافة المصطفة للسلطة تقول للشعب ما يريده الحاكم ” !.

الاعلام يتحول في ظل الاستبداد عن رسالته الحقيقية المتمثلة في نشر الوعي والثقافة بين الناس الى اداة ترويج -بروباغندا-.

ترويج لقرارات الحاكم وسيلة الهاء يومية تشغل الناس عن قضاياهم اليومية كتدني مستوى المعيشة ومصادرة الحريات وغيرها من الهموم التي يعيشها المواطن.

في الوقت الذي يسخر فيه الحاكم اجهزة الدولة لفائدة مشاريع وهمية وهلامية يطلب من الاعلام ان يستعرض هذه المشاريع على انها منجزات وطنية عظيمة.

لذلك فان السلطة الرابعة هي الرقابة الشعبية الحقيقية على تصرفات الحكومة وسياساتها.

حرية التعبير هي حق اساسي في الديمقراطية وهي شرط لممارسة حقوق اخرى، انها تشترط حرية الافصاح عن الافكار والآراء والمعتقدات وهي كذلك مرتبطة بحرية الضمير وبحرية تبادل المعلومات والنقاش العام.

انها شرط الديمقراطية فعن طريقها يطلع المواطنون على السياسات العمومية ويمكنهم التعبير عن رفضهم لها،الصحافة رسالة واداة للدفاع عن الحق وكشف المخفي وتنوير الراي العام وكشف الزيف والتضليل بغرض مساعدة القارئ او المتابع او المشاهد على اتخاذ الموقف السليم.

 وسائل الاعلام لا تكتفي بنشر الخبر وتعميم المعلومة للتوعية والتنوير وانما كذلك تشكل وتوجه الراي العام، انها الوسيط بين الشعب والحكومة.

فاحذروا من السكوت على تكميم الافواه وعن تدجين الصحافة !.

فلا ديمقراطية دون صحافة حرة.

فنحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحراراً.