هكذا عرفت رئيس الحكومة..

 بقلم – ابوبكر الصغير

 الحكم حكمة، إتباع الضروريات والاعتماد على المهارات.

 آلة السياسة سعة الصدر والاستماع للناس والانخراط في همومهم ومشاغلهم.

إنا شخصيا من أولئك الذين يؤمنون كون الأشخاص الذين ولدوا في العواصف، لا يخافون من هبوب الرياح مهما اشتدّت قوتها.

 جمعتني علاقة صداقة فترة الشباب، برئيس الحكومة السيد احمد الحشاني، كنا نتذاكر معا ونراجع الدروس مع بعضنا، كانت عشرة حلوة، احمل حولها أجمل وأطيب الذكريات، لرفعة خلق هذا الصديق وتواضعه وطيبة معشره.

كان محبا متعلّقا بالحياة، كانت تجمعنا روابط كثيرة في التعلق بالدراسة والرغبة في النجاح والنظرة للحياة والعالم.

كان كتوما متحفظا، لا يريد الحديث كثيرا عن معاناة والدته واسرته الصغيرة بعد مصاب إعدام والده المرحوم صالح الحشاني وما تعرض له من تعذيب ثمّ محاكمة سريعة وإعدام وحرمان العائلة من وداع أخير وإخفاء جثته عنها والتي لم يتم العثور عليها إلا بعيد 14 جانفي 2011.

 كانت مأساة أسرة حقّا، لتنضاف إليها مآسي أخرى كالمراقبة الامنية والحرمان من كثير من الحقوق والتضييق والتنكيل على عيش العائلة، التي رغم كلّ ذلك بقيت صامدة، متماسكة صبورة.

 انقطعت صلتي بالصديق رئيس الحكومة احمد الحشاني لفترة، بحكم اختلاف الوجهات في مسارات الحياة والعمل.

 اليوم أراه حاضرا أمامي بعد ان عاد وولج المشهد الوطني، الحياة العامة بعنوانها السياسي من أوسع الأبواب وأهمها وأخطرها، وهو كرسي الحكم في القصبة.

 السيد احمد الحشاني هو رابع رئيس حكومة منذ تولي رئيس الجمهورية قيس سعيد منصبه بعد نجلاء بودن وهشام المشيشي والياس الفخفاخ أي بمعدل رئيس حكومة كل سنة.

 انّ ايّ حكومة هي أصلا جهاز متماسك تحكمه مبادئ تتمثل في ضرورة استحضارها دلالة الوجود في عامته وخصوصيته في الاستجابة المعقولة لحاجيات الناس من خلال تحقيق الغاية في أمانهم وحسن عيشهم وكرامتهم بالانتصار لحقوقهم وما على الدولة من واجبات نحوهم.

‏‎لا أحد يجادل اليوم في كون حركية التطورات والأحداث ما لها وما عليها الجارية في الحالة التونسية

بما يتّجه معه مراجعة الكثير من الملفات والتحديات الناتجة عنها منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، معاينة وجود حركية تنبئ بإمكانية حصول صدمة في مجالنا السياسي، شريطة أن تتوفر إرادات سياسية قادرة على ضمان ان يكون ذلك بأقل تكلفة، ان أمكن تحويلها إلى نقط ارتكاز صانعة لآفاق قادرة على مقاومة الممانعات والضغوط الرافضة لإرادات الإصلاح، وهذا تحديدا من مجالات العمل الحكومي.

 لا ينتظر المرء أن توهب له القيادة، بل يتدرب ويتعلم كيف يتحمل المسؤولية، فما يجب أخذه على محمل الجد هو مسؤوليتنا نحن وليس أنفسنا.

 كما لا يولد ايّ نجاح بهمة شخص، بل بصدى همته في نفوس من حوله.

 تمنياتي بكلّ التوفيق والنجاح والامتياز لرئيس حكومتنا الصديق العزيز احمد الحشاني.