طرابلس- (أ ف ب)
نجا وزير الداخليّة الليبي النافذ فتحي باشاغا أمس الأحد من محاولة اغتيال قرب العاصمة طرابلس، في هجوم يُثير مخاوف من تجدّد العنف في خضمّ مسار انتقال سياسي يعيشه بلد يشهد نزاعات نفوذ بين مجموعات مسلّحة.
وقالت وزارة الداخليّة في بيان “إنّه وبتاريخ اليوم الأحد الموافق 21 شباط/فبراير 2021م، وعند الساعة الثالثة بعد الظهر، تعرّض وزير الداخليّة في حكومة الوفاق الوطني فتحي علي باشاغا لمحاولة اغتيال أثناء رجوعه إلى مقرّ إقامته بجنزور، حيثُ قامت سيّارة مسلّحة نوع تويوتا 27 مصفّحة، بالرّماية المباشرة على موكب وزير الداخليّة باستعمال أسلحة رشّاشة”.
وأضاف البيان “قامت العناصر الأمنيّة المكلّفة بحراسة الوزير بالتعامل مع السيّارة المذكورة والقبض على المجموعة المسلّحة بعد الاشتباك معها ممّا أدّى إلى تعرّض عنصر الحراسات المرافق للوزير لإصابة والقبض على اثنين من المهاجمين ووفاة الثالث أثناء التعامل الأمني معهم”.
وتابع “تؤكّد وزارة الداخليّة بحكومة الوفاق الوطني على سلامة السيّد الوزير وعدم تعرّضه لأيّ أذى”.
وباشاغا وزير في حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السرّاج وتتّخذ طرابلس مقرّاً، وقد انتهت ولايتها إثر انتخاب سلطة تنفيذيّة انتقاليّة.
عُيّن باشاغا البالغ 58 عاماً على رأس وزارة الداخليّة عام 2018، وتبنّى مقاربة تقوم على مكافحة الفساد والانخراط في دبلوماسيّة نشطة. كما شنّ الوزير حملة لتقليص نفوذ مجموعات مسلّحة تتحدّى الدولة، عارضاً عليها الاندماج في القوّات المسلّحة بعد إجراء دورات تدريبيّة.
واسم باشاغا متداول لتولّي حقيبة الداخليّة في الحكومة التي يعكف عبد الحميد دبيبة على تشكيلها بعد تكليفه في 5 شباط/فبراير في إطار مسار تسوية سياسيّة برعاية الأمم المتّحدة.
وتعرّض موكب الوزير لرصاص أطلقه “ثلاثة مسلّحين من سيّارة دفع رباعي مصفّحة” أثناء مروره في منطقة جنزور على مسافة عشرة كلم غرب طرابلس، وفق ما قال في وقت سابق ضابط في وزارة الداخليّة.
وأوضح لوكالة فرانس برس “قام حرّاس الموكب بقطع الطريق الساحلي، وقاموا بتبادل إطلاق النار معهم، ما أدّى إلى إعطاب سيّارتهم ومقتل مسلّح، فيما تمّ القبض على اثنين آخرين”.
وتابع “لم يتعرّض الوزير باشاغا لأيّ أذى، وسُجّلت إصابة أحد الحرّاس وهو بحالة جيّدة”.
وأوضح المصدر أنّ الوزير كان في طريق العودة من زيارة روتينيّة لمقرّ وحدة أمنيّة جديدة تتبع وزارته.
وأفاد المصدر المقرّب من باشاغا أنّ المهاجمين الثلاثة يتحدّرون من مدينة الزاوية الواقعة على مسافة 50 كلم غرب طرابلس، وأنّ المسلّح الذي قُتل يدعى رضوان الهنقاري.
وينتمي هؤلاء إلى “جهاز دعم الاستقرار”، وهو جهاز أمني أنشأه السرّاج في كانون الثاني/يناير.
وسُمع بوضوح تبادل إطلاق نار كثيف استمرّ لدقائق على الطريق الساحلي لمدينة جنزور قرابة الساعة الثالثة ظهراً بالتوقيت المحلّي، أعقبه هدوء، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس.