باريس – عرب 21 :
المُقدِّمُ لبرنامج “أبوستروف” و”بويون دو كولتور”، ورئيس جائزة غونكور، ومُنظّم مُسابقات الإملاء، والناقد الأدبي الكبير، الكاتب برنارد بيفو،تُوُفِّي يوم الاثنين 6 مايو 2024 في باريس وقد أتمّ عامه التاسع والثمانين يوم الأحد.
الصورة التي ستبقى راسخة وسنتذكرها عنه إنها تلك التي كان يتخذها عادة في برنامجه الأدبي “أبوستروف” على الهواء مباشرة في ” القناة 2 ” الفرنسية بدلة وربطة عنق، الجسم مائل دوما إلى الأمام، كتاب بيده، ونظارات باليد الأخرى.
عاش برنار بيفو عدة مسارات – كصحفي، وكناقد، وكمقدم برامج، وككاتب، ولكن الصورة التي سنتذكرها عنه هي تلك كمقدم لبرنامج “أبوستروف” من عام 1975 إلى 1990، ولبرنامج “بويون دي كولتير ” من عام 1991 إلى 2001.
منذ إعلان وفاته حتى انتشرت صورته على وسائل التواصل الاجتماعي لأنه يجسد الثقافة الراقية للجميع بالنسبة خاصة للذين سنهم يفوق اليوم خمسين سنة.
هذا الصحفي المغرم بالأدب وبالثقافة وبكل من يشتغل على نشر الفكر الحر، نجح في مشاركة شغف القراءة مع ملايين المشاهدين في فرنسا وخارجها على شاشة التلفزيون.
كان أحد أولئك الذين جعلوا من كتابٍ أفضل مبيعًا بعد ظهوره في برنامجه “Apostrophes” لأنه كان يتحدث بشغف وبدون تكلف عن قراءته.
في ذلك الوقت، كان يسخر منه الكثيرون ( بعض المثقفين قارنوا البرنامج – بسوق للثقافة – لكنه شيئا فشيئا فرض احترامه بكل تواضع ومهنية، جلب في برنامجه التلفزيوني في ساعة ذروة، بثًا مباشرًا، كبار الكتاب مثل سولجينيتسين، كلافيل، بوكوفسكي، دورميسون، وديوراس.
قرأ كل كتبهم، كان طريفا مستغربًا، يضحك، ينزع ويرتدي نظاراته، فضوليًا، مندهشًا، مبهورًا.
على روحه الف رحمة ولذكراه الخلود.